لا أساس ولا منطق معقول للديمقراطية الأمريكية الداعية الى رفض كل القيود
أفاد مراسل وكالة رسا للأنباء أن سماحة آية الله محمد تقي مصباح اليزدي، الأستاذ الحوزوي البارز ومدير مؤسسة الامام الخميني (قدس سره) التعليمية – البحثية، قال: بتنا اليوم نواجه مفاهيم لا صلة بها بالاسلام؛ لكن من أجل أن تكون لنا لغة مشتركة مع العالم، لا بد لنا من بحث تلك المفاهيم واتخاذ موقف محدد منها.
وأضاف سماحته لدى كلمة له في مهرجان "الديمقراطية الدينية" قائلاً: لنا بصراحة أن نقبل أو نرفض تلك المفردات ذات التعريف المحدد والمشترك في الأوساط العلمية وفقاً للمباني والأسس الفكرية التي لدينا؛ بيد أن المفاهيم المفتقرة الى تعريف دقيق وواضح ومحدد لا يمكن اتخاذ موقف القبول أو الرفض منها.
وأشار سماحة الشيخ الى بعض المفاهيم التي أضحت قيماً عليا بصورة مطلقة في الثقافة الغربية من قبيل: حقوق الانسان والديمقراطية، متابعاً : ليس من الصواب مناهضة تلك المفاهيم وإغلاق باب البحث فيها والحوار حولها والتعاطي معها بانفعال.
ولفت سماحته الى أن الدين الاسلامي الحنيف ليس هو الدين الذي يحصر نفسه في زاوية حرجة بسد باب الحوار، قائلاً: قوله تعالى: (لكم دينكم ولي دين) إنما يقصد بها ذوي التعصب والعناد، وبتعبير القرآن الكريم: "صم بكم عمي".
وتابع سماحة الشيخ: طبقاً لما ورد في القرآن الكريم، يجب البحث والجدل في بعض الموارد، بحيث يبدى التوافق حول الأصول المشتركة والايجابية، ومن ثم بيان مواطن الاختلاف بلغة عذبة، أو رفض الموضوع المقابل على أساس المقدمات التي يؤمن بها الشخص.
وقال أيضاً: قول الامام الخميني (قده) في "بهشت زهراء" من أن حكومة الشاه غير قانوينة ناشيء من المنطق الجدلي؛ ذلك أن الشعب يجب أن يؤيد مشروعية الحكومة في الديمقراطية؛ في حين لم يكن أحد يؤيد تلك الحكومة.
وتابع: لقد تكاملت وتطورت الديمقراطية عبر مسيرتها الطويلة؛ لكن أمريكا لا ترتضي وجود توجه ديني في الديمقراطية، لذا عمدت الى رفض نتائج انتخابات الجزائر حيث فازت جبهة الانقاذ والانتخابات التي أوصلت حماس الى سدة الحكم. لكن لا أساس ولا منطق معقول لهذا التفسير للديمقراطية.
وفي الختام، أوضح سماحة الشيخ مصباح اليزدي، عضو مجلس خبراء القيادة بأن أمريكا اليوم ومن أجل الضغط على الدول الأخرى تؤكد على أنه لا ينبغي وضع أي شرط للمرشحين للانتخابات، مضيفاً: إن كانت الديمقراطية بهذا المعنى بحيث لا يجب وضع أي قيد أو شرط، فالاسلام يرفضها جملة وتفصيلاً.